آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم

دراسة تحليلية

My Reading Lists:

Create a new list

Check-In

×Close
Add an optional check-in date. Check-in dates are used to track yearly reading goals.
Today



Download Options

Buy this book

آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم

دراسة تحليلية

مقدمة الباحث:
من الموضوعات المهمة والحساسة التي طالما دار الحوار حولها موضوع عصمة الأنبياء الملازمةُ لنفي كل ما من شأنه أنَّ يطعن من خلاله بشخص النَّبي أو سلامته الفكرية والعقدية وتكاملهُ الأخلاقي في مطلق شؤون حياته وذلك، لأن هذا الموضوع - أعني العصمة - يتصل بالمصدر الثاني الذي يبني عليه الإنسان دينه وعقيدته، ويسيّر عليه شؤون حياته جميعها، وهو «النبوة» والاختلاف حول هذا الموضوع الذي يعد من أصول الدين عند كل الموحدين ينتج عنه اختلاف واسع في التفريعات الناشئة عن هذا الأصل.
والباحث في موضوع النبوة يجد أنَّ هناك خلافاً بين المسلمين في هذا الموضوع يظهر بشكله الواضح حين يدور الحديث حول عصمة الأنبياء عليهم السلام.
الأمر الذي دعا إلى ذلك هو أنَّ جماعة مخطئة استغلت بعض الآيات ذريعة للأنبياء إذ تمسكوا بظاهرِ بعضها الذي يمسُّ على وفق تطبيقهم بِعصمة الأنبياء عليهم السلام من آدم حتى نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فتطاولوا وتجاوزوا في المس بالأنبياء عليهم السلام والقول إنّهُ قد ورد في حقهم اللوم والعتاب والتوبيخ... إلخ وزعموا أنّ العتاب الذي له المساس المباشر بالأدلة على خلاف عصمة الأنبياء عليهم السلام يتخذ درجات متفاوتة في الشدة أو اللين بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حين جوّزوا على الأنبياء عليهم السلام ارتكاب بعض الذنوب والمعاصي، ونجد كتبهم التي عُنيت بهذه الموضوعات تزخر بتلك الشُبَه، فتارة ينطلقون من التوبة وأخرى من الاستغفار وثالثة من الإنابة ويزعمون أنَّ الأنبياء في هذه المواقف وغيرها حصل منهم ما يجعلهم كغيرهم من البشر يخطئون ويذنبون ويتوبون ثم أنّهم يعاتبون كما يعاتب سائر الناس.
وانطلاقاً من واجب الدفاع عن عصمة الأنبياء عليهم السلام وعموم رسالاتهم الخالدات وكمال نفوسهم الشريفة أجد لزاماً عليَّ في دراستي هذه أنَّ أدفع عنهم قدر ما يسعفني جهدي وما تحمله جعبتي أنواع الشبه كلها عند من تأول وأثبت وقوع ألوان اللوم والعتاب الوارد في حقهم كما زعمه أولئك المخطئون من خلال جمودهم على ظواهر النص وتوظيفها بما يعضّد دعوتهم وزعمهم لهم وسيأتي في أثناء البحث تفصيل ذلك سائلاً المولى القدير أنَّ يتقبل هذا الجهد الطيّب إنّهُ نِعْم المعين.
ولقد خصصنا عدداً من الأنبياء عليهم السلام وليس جميعهم مراعاة الضرورة الموضوعية والزمانية واختيار الحالات التي تمثل قواسم مشتركة ودلالات متشابه، واكتفت الدراسة باستقراء آراء المذاهب الكبرى المنضبطة في فهمها لموارد الدلالات في الآيات الكريمات موضوعة الدراسة واضطرنا إلى استبعاد التوسع في عرض آراء المناهج الأُخَر تحاشياً للإطالة ليشكل كل ذلك محاولة ربما خذلتها الأدوات وربما قصرت بها الاستعدادات الشخصية المحددة جاءت الدراسة موسومة بـ((آيات عتاب الأنبياء في القرآن الكريم دراسة تحليلية)).
على أنَّ الأسباب التي دعت الباحث لاختيار هذا الموضوع أهميته الكبيرة واستعيابه لقضايا حساسة تكاد تكون متجددة في سماء الفكر والعقيدة، ولأنه جاءَ على حد علمي جديداً في عرضه إذ لم نجد بحسب حدود الإطلاع أنّ هناك من كتب فيه بشكل متخصص، وندرة ما كتب في ملامحه العامة بشكل متفرق في أثناء كتب التفسير وعلم الكلام، لذا نرى أنّه سيكون بكراً في عرضه ومادته، زيادة على كثرة الشبهات التي أثيرت من بعض الكُتَّاب المعاصرين وغيرهم ممن سبقهم عن مسيرة الأنبياء عليهم السلام، وخاصة فيما يتعلق بفهم الآيات التي وردت مورد الدراسة والجدل إذ تسللوا في خلالها إلى محاولة الإخلال بعصمة الأنبياء عليهم السلام، وهو أمر يدعو إلى الوقفة والتأمل تجاه هذه الآراء ومحاولة فحصها والتعامل معها من منطلق الدفاع عن الأنبياء عليهم السلام بما هو حق.
ومن الصعوبات التي واجهت الدراسة، خصوصية موضوعتها إذ لم يتّخذ سياقاً علمياً محدداً، ولم يكن مختصاً بعلم بذاته وإنما أخذ سياقاً متنوعاً في دلالته ومضامينه فكان قرآنياً من جانب، وكلامياً من جانب آخر، كما استوجب لمحةً تاريخيةً، وأخرى حديثية، وهو أمر دعا إلى تنوع مصادر البحث ومراجعه إذ شملت مصادر تفسير القرآن الكريم، والكلام والعقيدة ومصادر اللغة والفقه والأصول والتأريخ الأمر الذي أضفى على البحث حسنة التنوع على الرُّغم من تحمل المعاناة.
وقد جاء البحث منتظماً في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة. فكان الفصل الأول محاولة للكشف عن دلالات العتاب ومعانيه في لغة العرب وفي ضوء المنهج القرآني في توظيف المفردة وقد انقسم الفصل على ثلاثة مباحث.
وجاء الفصل الثاني على ثلاثة مباحث أيضاً فعالج عرض نماذج من الآيات التي وردت مورد (العتاب) للأنبياء والرسل عليهم السلام ومحاولة بيان مضامينها ودلالاتها.
أما بحث الفصل الثالث فيدرس قضية العصمة بكون ارتباطها بـ(العتاب) المدعى مع عرض نماذج من الآيات التي تمسك بها المخطئة وبنوا عليها دعوتهم وزعمهم وحاولوا البحث في توجيهها على ضوء المنهج الحق القائل بالعصمة المطلقة وفي مقابلهم المنهج القائل بالعصمة الجزئية في أسلوب عرض تحليلي لتخلص الدراسة بخاتمة حاولت أنَّ تلم شتات الموضوع وتلمس أهم النتائج المتحصلة من الخوض في عباب مناهج المفسرين ومحاولات المتكلمين في فهمه.
ولا يسعني إلا أنَّ أتقدم بخالص شكري وامتناني إلى كلّ من قدّم إلى الدراسة ولو بكلمة.
وختاماً نسأل الله تعالى أنَّ تكون الدراسة قد وفقت في أنَّ تأتي بجديد أو مفيد، وأن تكون جلوت ما لم يكن قد أخذ حقه من الظهور، وأن تكون في ذلك كله قد أخلصت النية، ونأيت بالنفس عن الأهواء وتجردت عن كل ما لا يليق بالبحث الموضوعي، وعليه فأدعوا أدعو الله القدير أنَّ يوفقني إلى الاستمرار في مسيرة العلم لما يعود بالنفع والفلاح وأداء الواجب تجاه ديننا الحنيف والله من وراء القصد وآخر دعوانا أنَّ الحمد لله رب العالمين.

Buy this book

Previews available in: Arabic

Edition Availability
Cover of: آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم
آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم: دراسة تحليلية
2016, قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة
in Arabic

Add another edition?

Book Details


Table of Contents

المحتويات
الإهداء 6
المقدمة 7
الفصل الاول
دلالات العتاب في اللغة والاستعمال القرآني والتراث الإسلامي
تمهيد 13
المبحث الأول: العتاب ومرادفاته في لغة العرب 15
أولاً: العتاب والتأصيل اللغوي 15
ثانياًَ: المفردات اللغوية لـ(العتاب) 19
ثالثاً: الصيغ المجازية للعتاب 22
المبحث الثاني: دلالات العتاب في ضوء المنهج القرآني 23
توطئة 23
الدلالة الأولى: الاستعمال القرآني لمفردة العتاب 23
(1) بيان ما يتعلق بمفردة العتاب 24
(2) ما يتعلق بمفردة اللوم 24
(3) ما يتعلق بمفردة التثريب 24
(1) استفهام العتاب 26
(2) استفهام التبكيت 26
(3) استفهام التوبيخ 27
معاني مفردة العتاب في الاستعمال القرآني 28
الاستعمال القرآني لمفردة اللوم 30
الاستعمال القرآني لمفردة التثريب 34
الدلالة الثانية: تنوع الخطاب القرآني للعتاب 35
الأول: العتاب الخفيف 36
الثاني: العتاب الشديد 37
المبحث الثالث: صيغ العتاب ومرادفاته في القصص القرآني والحديث الشريف 40
الأول: العتاب في القصص القرآني 40
(أ) عتاب إبراهيم عليه السلام 40
(ب) عتاب موسى عليه السلام 42
(ج) عتاب نبي الله لوط عليه السلام لقومه 43
ثانياً: ما ورد عن النَّبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم 44
ثالثاً: العتاب في حديث أهل البيت عليهم السلام (نهج البلاغة انموذجاً) 48
الفصل الثاني
نماذج من آيات العتاب في القرآن الكريم
المبحث الأول: نماذج من عتاب الأنبياء والرُّسل عليهم السلام 55
نماذج من عتاب الرسل أولي العزم عليهم السلام 55
توطئة 55
عتاب الله تعالى لنبيه نوح عليه السلام 57
عتاب الله لنبيه موسى عليه السلام 58
نماذج من آيات (عتاب الله لنبيّه الأكرم مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم) 62
نماذج من عتاب الأنبياء عليهم السلام غير أولي العزم 76
توطئة 76
عتاب النبيّ آدم عليه السلام 76
عتابُ النبيّ يونس عليه السلام 79
عتابُ النبيّ داود عليه السلام 82
المبحث الثاني: نماذج من آيات عتاب الله لسائر الناس 85
عتاب زوجات النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم 85
نماذج من آيات عتاب المسلمين 90
الآية الأولى 90
الآية الثانية 92
الآية الثالثة 93
الآية الرابعة 94
الآية الخامسة 96
الآية السادسة 98
نماذج من آيات عتاب اليهود والنصارى 99
توطئة 99
الآية الأولى 99
الآية الثانية 102
الآية الثالثة 104
نماذج من آيات عتاب المشركين 106
توطئة 106
الآية الأولى 106
الآية الثانية 108
الآية الثالثة 109
الآية الرابعة 110
الآية الخامسة 111
المبحث الثالث: نماذج من آيات عتاب الله لغير البشر من مخلوقاته 113
المطلب الأول: نماذج من آيات عتاب الملائكة 113
المطلب الثاني: نماذج من آيات عتاب الجن 118
الآية الأولى 118
الآية الثانية 120
الآية الثالثة 121
الفصل الثالث
عصمة الأنبياء عليهم السلام وإمكانية العتاب مع استلزامه المخالفة
توطئة 125
العصمة في اللغة والاصطلاح 126
العصمة لغة 126
العصمة اصطلاحاً 126
(أولاً) الإمامية 127
(ثانياً) المعتزلة 129
(ثالثاً) الأشاعرة 130
المطلب الأول: الأدلة النقلية على القول بالعصمة المطلقة 132
أولاً: الأدلة القرآنية 132
الآية الأولى 132
الآية الثانية 134
الآية الثالثة 138
الآية الرابعة 142
الآية الخامسة 145
الآية السادسة 147
الآية السابعة 148
ثانياً: أدلة العصمة من السنّة المطهرة 149
الدليل الأول 150
الدليل الثاني 150
الدليل الثالث 151
الدليل الرابع 154
الدليل الخامس 155
الدليل السادس 155
الدليل السابع 156
الدليل الثامن 157
المطلب الثاني: الأدلة العقلية للقول بالعصمةِ المطلقة 158
الدليل الأول: دلالة المعجز 158
الدليل الثاني: امتناع إيذاء المعصوم عليه السلام 161
الدليل الثالث: الاحتياج للمعصوم 163
الدليل الرابع: وجوب متابعة المعصوم عليه السلام 165
الدليل الخامس 167
المبحث الثاني: القول بالعصمة الجزئية للأنبياء عليهم السلام وأدلتهم 168
المطلب الأول: الأدلة النقلية 168
أولاً: الأدلة القرآنية 168
الطائفة الأولى: ما يمس ظاهرها عصمة الأنبياء جميعهم عليهم السلام 168
الطائفة الثانية: ما يمس ظاهرها عصمة بعض الأنبياء عليهم السلام 174
الأول: ما يتعلق بنبي الله آدم عليه السلام 174
الثاني: ما يتعلق بنبي الله نوح عليه السلام 179
الثالث: الآيات التي تتعلّق بنبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام 181
الرابع: الآيات التي تتعلّق بنبي الله موسى عليه السلام 183
الخامس: النَّبي الأكرم مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم 185
ثانياً: الأدلة النقلية من السنة للقول بالعصمة الجزئية 189
الاول: تكذيب الأنبياء عليهم السلام 189
الثاني: نسيان النَّبي للصلاة وصدور السب والشتم منه صلى الله عليه وآله وسلم 191
الثالث: النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ومزامير الشيّطان 192
الرابع: النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلاة الصبح 194
الخامس: صلاة النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم جنباً 196
السادس: الأنبياء عليهم السلام وحب النساء 197
السابع: موسى عليه السلام وملك الموت 197
الثامن: موسى عليه السلام يغتسل عرياناً 199
التاسع: يوسف عليه السلام والمراودة 200
المطلب الثاني: الأدلة العقلية للقائلين بالعصمة الجزئية للأنبياء عليهم السلام 200
المبحث الثالث: توجيه آيات العتاب على القول بالعصمة 206
مدخل 207
المطلب الأول: توجيه آيات العتاب على القول بالعصمة المطلقة 208
الأول: ما يتعلق بنبي الله آدم عليه السلام 208
الثاني: توجيه ما يتعلق بنبي الله نوح عليه السلام 213
الثالث: توجيه ما يتعلق بنبي الله يونس عليه السلام 216
الرابع: توجيه ما يتعلق بنبي الله سليمان عليه السلام 217
الخامس: توجيه ما يتعلق بنبينا الأكرم مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم 218
الآية الأولى 219
الآية الثانية 221
الآية الثالثة 224
الآية الرابعة 227
المطلب الثاني: توجيه آيات العتاب على القول بالعصمة الجزئية 229
مدخل 229
الأول: توجيه ما يتعلق بنبي الله آدم عليه السلام 230
الثاني: توجيه ما يتعلق بنبي الله يونس عليه السلام 232
الثالث: توجيه ما يتعلق بنبي الله موسى عليه السلام 234
الرابع: توجيه ما يتعلق بنبينا الأكرم مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم 235
الآية الأولى 235
الآية الثانية 240
الآية الثالثة 242
الآية الرابعة 246
الخاتمة 249
المصادر والمراجع 251
المحتويات 264

Edition Notes

Published in
كربلاء, العتبة الحسينية المقدسة

ID Numbers

Open Library
OL26315392M
Internet Archive
isdar_book166

Community Reviews (0)

Feedback?
No community reviews have been submitted for this work.

Lists

This work does not appear on any lists.