منذ أكثر من عشر سنوات حاولت أن أجمع أشعار اللصوتی
وأخبارهم ، واستطعت فعلا أن أجمع أشعار أكثر من ثلاثين لها، بدءا
من العصر الإسلامي الأول ، ومرورا بعمر بني أمية إلى عمر بني العباس،
وإلى عهود الحروب الصلبة ، وقد تركت أشعار الصعاليك في الجاهلية لأنها
نشرت مرارا وصدرت عنها أيمات وافية
أعجبتني طرافة شعر اللصوص ، واندفاعاته ، وتصوره لحياة فئة من
الناس ، خيل إلا أن اللصوصية يمكن أن تحل مشكلة الغني والفقر ،
فثاروا على مجتمعهم ثورة فردية ، فقال بعض وسجن بعض ، وهرب بعدی
إلى القفار واليابس يعاشر الضباع والذئاب ، وبقي بعض طول حياته فقير .
هذه الطرافة في شعر اللدود ، وهذا التصوير لحياتهم دفعاني إلى أن
أتتبع شعره في كل مظانه ، ووصلت إلى صيد ممكن أن أعتبره ثمينة
وحاولت أن أحد المصادر العربية القديمة التي تجمع أخبار اللصوص
فلم أظفر بها